الجولة الافتراضية كتب مرقمنة فهرس المكتبة الوطنية الأسئلة المتكررة اتصل بنا EN

خلال افتتاحه أعمال مؤتمر "شباب ضد التطرف"... خالد بن خليفة: واقع منطقتنا المرير حتم علينا توعية وتحصين الشباب معرفيا وتمكينهم من استيعاب ظاهرة التطرّف

أفتتح د. الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي أعمال جلسات مؤتمر "شباب ضد التطرف" الذي ينظمه المركز برعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المركز، وبالتعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات في البحرين، حيث صرح في كلمته الافتتاحية بأن الظروف المحيطة التي يعيشها واقع منطقتنا المرير حتمت الأخذ في عين الاعتبار توعية الشباب وتحصينهم معرفيا وتمكينهم من استيعاب ظاهرة التطرّف من شتى النواحي، ومشيراً بأن أجمل ما في المؤتمر هو تولي الشباب أنفسهم هذه المهمة النبيلة، فتكون بذلك الرسالة أكثر بلاغة وتأثيرا.
وقال "إننا نجتمع اليوم معكم لنشهد عظمة قدر أبناءنا وإخواننا الشباب، وليكون مركز عيسى الثقافي بؤرة من بؤر العطاء الإنساني، وحاضنا من حواضن الارتقاء التي يعتلي منابرها الشباب البحريني الأمين، ليوصلوا رسالتهم عن الاعتدال والتسامح بين الناس إلى أقرانهم، وللتصدي لأكثر الظواهر التي تواجهها مجتمعاتنا تعقيدا، ألا وهي ظاهرة التعصب الفكري والتطرف الأيديولوجي."
وأشاد د. خالد  بالمنظمين وبتعاون كل من جامعة البحرين والجامعة الأهلية والجامعة الملكية للبنات وجامعة العلوم التطبيقية وجامعة المملكة وكلية "بوليتكنك البحرين" والأكاديمية  الملكية للشرطة ومؤسسة المبرة الخليفية وشركة سوفرين وعلى أدوارهم الفاعلة والمتكاملة التي أسفرت عن ولادة هذا الجمع المبارك.
من جانبه، قال د. رياض حمزة رئيس جامعة البحرين بأن انعقاد هذا المؤتمر هو دعوة لاهتمام الجامعات في البحرين بحماية أجيالها من خطر التطرف الفكري الذي انتشر في المنطقة ، عبر سعي المؤسسات الأكاديمية والثقافية لدرء مخاطر هذا التطرف للحفاظ على الذاتية الثقافية للمجتمعات، الأمر الذي انعكس على جهود مركز عيسى الثقافي إلى جانب الجامعات الأخرى في عقد هذا المؤتمر. منادياً بالحرية الأكاديمية في مجال البحث العلمي القائم على نشر مفاهيم الوسطية والاعتدال وقبول الآخر ومقارعة الحجج المناهضة هو من صميم مهام المؤسسات الأكاديمية للارتقاء بالمعرفة في المجتمع، ومنها ما يرد  في مناهج ومقررات جامعة البحرين.
ومن جانب آخر أشار د. منصور العالي رئيس الجامعة الأهلية في كلمته إلى ضرورة تفعيل القوانين والتشريعات  عبر القنوات الرسمية التي تواجه التطرف والإرهاب الفكري في المجتمع، مبيناً أهمية دور المسارح والأنشطة الشبابية الإبداعية والثقافية لمواجهة الفراغ لدى الشباب المؤدي إلى الوقوع في التطرف، والتشجيع على الاحترام المتبادل ونبذ الخلافات، مشيداً بمبادرة مركز عيسى الثقافي في تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي خصوصا لدى الشباب.
وقد استعرض المؤتمر اليوم جلستين متتابعتين من أصل أربع، حيث تناولت الجلسة الأولى بإدارة د. حسين ضيف، مستشار شؤون المجتمع وقابلية التوظيف بالجامعة الأهلية، إشكالية التطرف وأبعاده التاريخية ونشأته وأسبابه وطرق معالجته. فقد تقدمت الورقة الأولى بعنوان التطرف الفكري: الأسباب وطرق القضاء عليه، لفاطمة القلاف من الجامعة الأهلية مفهوم التطرف والتعريفات العلمية المفسرة له، مع إبراز الفروق بين الإرهاب والتطرف، والتطرق إلى الأسباب والدوافع والآثار والأبعاد، وسبل القضاء عليه، في حين قدم حسين جباري من جامعة المملكة، استعرض فيه رؤية الفيلسوف الفرنسي "فولتير" الشاملة حول الإرهاب والتسامح، حيث بين فيه تعريف التطرف والإرهاب الديني،  مؤكدا أن موجود في كل الأديان، وأن من أهم أسبابه الجهل والسذاجة وتصديق الخرافات، وأن أكثر الفئات المتأثرة به هم الشباب اليافع، وأن أغلب المروجين للأفكار المتطرفة منافقون أو حمقى، مشيرا إلى أن أهم طرق مكافحته هو وجود ملك وحاكم مستنير وفلسفة منفتحة، بالإضافة إلى جهود نشر التسامح والود بين الناس، وأشار إلى جدارة البحرين لتبني مشروع متكامل لـ "التسامح ومكافحة التطرف" .
وجاءت ورقة ابتسام عمر من جامعة البحرين بأبعاد الغلو والتطرف من ناحية تاريخية بحتة، مفهوم الغلو والتطرف، مع استعراض العلاقة بين الغلو والتطرف والإفراط، ونماذج من حركات الغلو والتطرف في التاريخ الإسلامي مع ذكر كلٍ من أسبابهما وآثارها، ومن هذه الحركات الخوارج، القرامطة، الحشاشين وغيرهم. في حين اختتمت الجلسة الأولى بورقة حول "التطرف: مشكلة عالمية"، حيث ذكرت فيه مروة حيدر علاقة الإرهاب بالتطرف من منظور عالمي، معتبرة أن الإرهاب نتيجة للتطرف، وأن الدين يعتبر مجرد وسيلة وأداة لتحقيق أهدافه. وقد أوصت الورقة بضرورة إيجاد تعاون دولي وتعزيز الأبعاد الثقافية، والترويج للقبول واحترام التعددية الثقافية، مع الاهتمام بالجوانب التربوية والتعليمية ودفع الطلبة لانجازات متعلقة بمكافحة التطرف، وتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي في هذا المجال.
وقد ركزت الجلسة الثانية التي أدارها د. أبوبكر الزهيري، رئيس قسم القانون العام بجامعة المملكة، على الأبعاد الإعلامية للتطرف في خمسة أوراق طلابية، حيث قدم حمد الماجد من الأكاديمية الملكية للشرطة مخاطر وسائل الإعلام في نشر التطرف المبني على الانحراف الأخلاقي والديني، وتفصيل طبيعة كل نوع من أنواع مسائل الإعلام والسلبيات التي تفرضها فيما يخص نشر الفكر المتطرف، مع استعراض مراحل الانحراف الفكري، موصياً بضرورة التمسك بالقيم السمحة للدين. في حين  أن الورقة الثانية تناولت موضوع "الإعلام وتضخيم الأحداث" للطالبة فاطمة الشروقي من جامعة البحرين، مع ما جاءت به الورقة الثالثة والرابعة لفاطمة البلوشي ، وعبدالعزيز خضير "التطرف والإعلام السلبي" من جهة، و"الإعلام الإيجابي" من جهة أخرى،  حيث أظهرت كلتا الورقتين دور الإعلام الإيجابي والمحايد في تعزيز أبعاد التسامح بعكس ما تروجه وسائل الإعلام السلبية من أفكار هدامة تقود المجتمع نحو تبني التطرف في ممارساتها.
وقد اختتمت أوراق اليوم الأول بورقة قدمها الشيخ أحمد بن خالد آل خليفة حول وسائل التواصل الاجتماعي على اعتباره السلاح الجديد للتطرف، حيث أوضح على لسان أوباما بأن الآيديولوجيات لا يمكن محاربتها إلا بالأفكار المضادة، على اعتباره نزاع عالمي يدور بين الأجيال الشابة. مبيناً بأن صعود داعش كمنظمة متطرفة جاء بمساندة وسائل التواصل الاجتماعي الذي يعتبر أسرع الأسلحة فتكاً في العصر الحالي، ومؤكدا على ضرورة تحصين البيئات المختلفة والمحيطة بالشباب ضد هذه الأفكار الهدامة.

ابحث في موقعنا    
اتصل بنا