انبثقت فكرة المهرجان السينمائي البحريني (صنع بشغف) من وحي أهداف مركز عيسى الثقافي في دعم ورعاية
الإبداع على الصعيد الوطني، بعد مشاركة عدد من السينمائيين البحرينيين الشباب في مهرجان "الشرق الأوسط
الآن" في مدينة فلورنسا بإيطاليا مطلع أبريل 2015 بدعم ورعاية المركز، ومن خلال برنامج "نافذة على
البحرين" الذي قدم نبذة عن ثقافة وتاريخ البحرين بالصوت والصورة، مع موسيقى شعبية واستعراض لبعض العادات
والتقاليد، إضافة إلى عرض أربعة أفلام بحرينية قصيرة، (فيلم خطوات وفيلم الحضرة للمخرج سلمان يوسف ،
فيلم البشارة و فيلم الكناري للمخرج محمد راشد)، والتي حظيت بتمثيل لائقٍ لمملكة البحرين عالمياً.
بدأ المهرجان تحت قبة مركز عيسى الثقافي كأمسية سينمائية بحرينية في 2016، وتطور الى مهرجان في 2019،
ويقام سنوياً في الأسابيع الأولى من شهر رمضان المبارك، وأصبح المركز ينتج مجموعة أفلام بحرينية كل عام
من خلال مسابقة المنح المالية، وتقديم الدعم الفني من خلال الورش التخصصية، وتكريم الرواد من المنتجين
والمخرجين والممثلين الذين ساهموا في صناعة السينما البحرينية. ويساهم المركز في اشراك الأفلام وايصالها
للمهرجانات العالمية، كمهرجان التلال السبعة العالمية بمدينة بيتش المجرية في سبتمبر 2018 الذي عرض فيه
فيلم "الديك" للمخرج سلمان يوسف وفيلم سارق النور للمخرجة "ايفا داوود".
أنتج المهرجان حتى عام 2022 تسعة أفلام بحرينية قصيرة منها فيلم "سما"، فيلم "كاميرا"، فيلم "نافذة"
وغيرها وعرض أكثر من 50 فيلم سينمائي قصير خلال دوراته السابقة منها فيلم "حلم" لغدير محمد، فيلم
"انسحاب" لمحمد الصفار، فيلم "سبر" لوسن مدن، فيلم "ميتم" لهاشم شرف وفيلم "الأشقر" لسلمان يوسف وغيره.
بالرغم من توقف إقامة المهرجان في 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا، إلا أن المهرجان استمر في دعم انتاج
الأفلام وتقديم المنح لصناع الأفلام خلال توقفها.
والجدير بالذكر ان هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين والصحافة الوطنية من الداعمين المهمين للمهرجان وذلك عبر
التغطيات الإعلامية التي يتم تقديمها وشركة نوران للسيناريست الراحل فريد رمضان من خلال تقديم الورش
والخدمات الفنية لدعم المخرجين في انتاج الأفلام.
وبسبب النجاح الكبير الذي لاقاه المهرجان خلال السنوات السابقة والحضور المميز من الوسط الفني أعلن
المهرجان في 2022 عن توسعه خليجيا بحضور مدراء من المهرجانات الخليجية، وسوف يتم قبول إنتاج الأفلام
الخليجية ابتداءً من دورة المهرجان لعام 2023. ويعطي ذلك الفرصة للفن البحريني بالانتشار والتفاعل مع
الخبرات الخليجية، ليساهم في تطور ونهضة صناعة الأفلام القصيرة في مملكتنا الغالية، أخذاً في الاعتبار
الدور المهم الذي تلعبه السينما في نشر الوعي والثقافة في المجتمعات.